ورقة اوبطاقة رجل عاشق/....اديب السناطي

جلت كثيرا عند مدينتك...وتركت في حقيبتي السوداء
اسماء النساء ولغة الزمان وكل الاصدقاء..واغلقت جلد حقيبتي
جيدا على شعراء اصدقاء
اقتربت منك..كان الضباب قد اسقط اوجه في عالم خفي.
وكان على التجوال مسرعا لئلا يلقي الضباب بعضا من غموضه علي
وتنقلت من شارع الى اخر..
امنح لعيني تكبير اضافية..ولقلبي امنح فرصة ضخ دم يحمل نقاء عينيك..
حتى استقر بي المقام عند مقهى قريب من منزلكم..
احتسيت قليلا من الماء..وطلبت فنجان قهوة..وطال انتظاري...
وقرعت نواقيس الكنيسة قوية..
وكمن يرتدي في لحظة قوية ثوب الايمان
رسمت اشارة الصليب على وجهي..فعاد الهدوء الى اعماقي
واستقرت في يدي ورقة صفراء اخرجت قلمي مسرعا
حاولت رسم بيوت مدينتكم
جاعلا منها زخرفة فستانك الاحمر
واضع لها اقواسا كتقوس حاجبيك الرائعين
ومصابيح تحمل اتقاد دموعك الجميلة ..
وحين يرسم قلمي بابا لبت قديم يفتحه كهل.. يطلب مني
كتابة شيئا على جدار مدينته
نعم ساكتب .. بل ساجعل كل ابنية مدينتكم
تحمل كلمتي الرائعة..
هاتها ايها الشاب فكلمتك هذه ستمنح لشارعنا الحياة
ساكتب اني احب بل اعشق امراة من مدينتكم
رغم اني لست بالمراهق ولكني سارددها الف مرة..
واسافر انا في مدينة الذكريات..
وتستقر عيني عند احدى زوايا بيتنا ونحن نصغي معا الى
موسيقى كلاسيكية رائعة
فتمنحيني جيدك ويكون بطول ازرقاق السماء لاينتهي
والقبل لاتعرف كيف تمضي وتسبح في جيدك
وشفتيك تتحركان...
وفيهما يكون استقرار وهدوء عاصفتي
تسحبني ارتشاف فنجان قهوة من بيتنا القديم..
وامضي لاسال جدران مدينتكم عن عشيقتي
وحين تجتمع الانجم بكثافة فوق منزل في بداية الشارع
اعرف انه منزل سيدتي فهم حراسك
دعيهم يطرقون بابك
ويجلسون حول مائدتك
ثم يحملون اليك غطاء منامك..ويحرسون احلامك الرئعة....

وعند مدخل الشارع يستوقفني احد المارة
ويسألني عن هويتي... واقول له باعلى صوتي.

انا من عشق هواء مدينتكم
وعشق قهوتها الذيذة
انا من اسقطت في حقيبتي كل دواويني
وتركت سكارتي القديمة
انا من سافر كثيرا
وفتح في اليوم الف مدينة
انا حين كنت احرك ذراعايا لموسيقى صاخبة
كان اليل يسقط انجمه
وعشيقتي تلقي نفسها
بين اذرعي عارية
فهل لعشق اكبر من هذا
ان ادع حقائب زمني ونساء مدني ولغة اهلي واشعار اصدقائي
واسافر في شعر امرة تسكن مدينتكم الغالية
فهل يستوقف سؤالكم عشقي
انه موجة عارمة...
تخرج سيدتي من منزلها...تتحرك القلوب نحوها
سيدتي لاتنام ...حين اكون هنا
وتكون الساعة السابعة...

اديب زيتو السناطي

شكرا اخي اديب نريد منك المزيد من كتاباتك واشعارك الجميلة

عاشت ايدك خالو اديب . نريد المزيد