رفعة العلم...

رافقت ابني لحضور احتفالية نهاية العام الدراسي ..بدأ الاحتفال بمراسيم رفع العلم السويدي مع اداء النشيد الوطني للسويد كان المنظر عاديا الى ان بدأ العلم بالارتفاع...
نظرت اليه فاذا بي ارى بلد السويد كله..بثقافته.. بشعبه..بطبيعته..بعاداته...يرتفع في كل لحظة مع ارتفاع العلم .. تأملت هذا البلد الذي استقبلنا كمهاجرين منهكين متفرقين فاعطانا المسكن والعمل وجمع عوائلنا واعال شيوخنا واغنى معوقيننا...كم يجب ان نرد الدين نحن ايضا بالمقابل فندرس ونعمل لنحتل الوظائف الجيدة في البلد فنفيده بعلمنا وخبرتنا ومردودنا المادي ونعطيه كما اعطانا ...

ولكن كعراقية هل كان علم السويد هو الوحيد الذي رايته؟؟ محال لعيني ان ترى غيرك....
لقد نظرت الى العلم السويدي ولكن روحي شاهدت علما آخر يزهي بالوانه الاحمر والاسود والابيض فيرتفع عاليا ليرفع راس كل عراقي..كنت اتابع الحفل وفي القلب غصة لحالة بلدي والاطفال المشردين والايتام بدون مأوى والظلم والخوف والحزن وفقدان ابسط حقوق الانسان ...
كم تمنيت في قلبي ذلك اليوم وكل يوم ان تمر الازمة عن بلدنا فيأخذ مكانته التي يستحقها بين الدول الراقية ولم لايستحقها وكل قطعة في ارضه تساوي ذهبا....

هل هي مسؤوليتنا؟؟ نعم كعراقيين فان جذورنا تمتد في تلك الارض التي وجدت قبل آلاف من السنين لتكون مصدر الحضارة ومنبع الاديان ... اننا لسنا كغيرنا..فوجودنا مروي بدماء مازالت تجري..
احبائي...
فلنبني انفسنا ولنتعب عليها لانختار الطرق السهلة بل الصعبة..اطباء مهندسين محامين سياسيين مفكرين كهنة... لاننا نعرف اننا نستطيع ان ننالها.... ولاننا نستحقها

بمكانتنا نساعد بلدنا ان يخرج من ازمته...كما ونمثله افضل تمثيل عند وجودنا في بلدان اخرى...
فنرفع علمنا رمزبلدنا تاريخنا وجودنا...عاليا دائما.....كقول الشاعر
عش هكذا في علو ايها العلم فاننا بك بعد الله نعتصم....

نادين توما
السويد-اسكلستونا

عزيزتي نادين
مع احترامي لجميع الاراء فانا ارى ان من ترك العراق يجب ان ينساه، لاننا عندما نكون في الجنة ننسى الشعور بالنار.
نحن نعيش في العراق الان ونعرف كيفية العيش في الجحيم.
ان من ترك العراق لا يعرف كيف يعيش هذا البلد وكيف الحياة فيه مع اناس في اغلبهم اصبحوا من المتعصبين المتشددين، وكيف ان الكثيرين من الذين كنا نثق فيهم فجاة اصبحوا في صفوف الاعداء والغرباء، بعد ان رفع عنهم سيف الدكتاتور وحلت بينهم ديمقراطية الغربيين، الذين لا يحلو لهم تسميتهم الا بوصف الكفار، وطبعا نحن ايضا مشمولين بهذا الوصف، بينما لو لا هؤلاء الكفار لما تمكنوا من ان يروا دقيقة من الحرية ولا كانوا عرفوا طعمها.

انا اعرف ان الحنين الى الوطن هو من يدفع المهاجرين الى هذا الشعور اضافة الى ان الشعور بالوطنية التي يرونها في ابناء البلد الذي هاجروا اليه يدفعهم الى هذا الحال.
انا احب العراق، لا بل استطيع ان اقول اني اشعر تجاهه باقوى من كلمة الحب او الولاء، لكن، وااااااااه من هذه الكلمة، هل تعرفون اني اضطررت ان اترك عملي في الدائرة، صحيح انه لم يكن عملا ذوو قيمة مادية كبيرة او اهمية خاصة، لكنه عمل كنت احبه واشعر بوجودي فيه، اضافة الى اني كنت في الموصل اشعر باني في بيتي، بسبب بعض الناس في الموصل تركت الموصل الى غير رجعة، لابل اني اخاف الوصول الى اقرب نقطة سيطرة لها، بسبب اني تعرضت الى تهديد من واحد من اقرب الناس في العمل لي، وهو واحد من اللذين كنت اعتبره مثل اخي واثق فيه.
هل تريدينني ان اتقبل هذا الكلام منكم عن حب الوطن ووجوب الثبات فيه وانا اخاف على حياة ابنائي فيه، هل تريدون مني ان ابقى في العراق ولا ابحث عن فرصة افضل للحياة لي ولابنائي في دولة ثانية كما فعلتم انتم وان ابقى بين المطرقة والسندان في هذا البلد واعرض حياة عائلتي للخطر.
اسف اذا كنت سافتح جرحا بكلامي هذا، لكن من يريد ان يتكلم عن الوطنية ويريد ان يقنعنا بحبه للبلد، عليه ان يعود اليه ويعيش فيه مثلنا، بعدها اريد منه ان يقول كلامه السابق.
تقولين يجب ان نثبت، هل معناه ان نضحي بحياة ابنائنا وحياتنا من اجل ان لا شيء، هل تعرفون ان المسيحي لا يستطيع ان يستلم منصب في هذا البلد الا اذا كان من الخانعين، هل تعرفون ان المسيحيين يعيشون في اسوأ الاحوال، ستقولون اننا نعرف، اجل انتم تعرفون، ولكن هل تعيشون هذه الحياة في بلدان الغربة، اذا كان الجواب بنعم فهذا بسبب انكم من المهاجرين الى البلد ولستم من ابناءه الاصليين، وهنا لهم الحق في هذا العمل، مع العلم ان هذا لا يحدث على حد علمي، اما في العراق فاننا لا نستطيع ان نحصل على حقوقنا الكاملة مع العلم اننا اصل البلد ولسنا فقط ابناءه الاصليين، نحن من ولد على هذه الارض ونحن من تربى عليها منذ الاف السنين، لكن الاحتلال الذي جاء قبل عدة مئات من السنين جعلنا من اهل الذمة، من مواطني الدرجة الثانية.
الكلام كثير ولكن اختصاره في كلمات عدة هي:
من ترك العراق يجب ان ينساه ويجب ان لا يتكلم عن محبة العراق وعن الوطنية وانه يجب الثبات في البلد، لانه ترك البلد ولم يثبت فيه، يجب على الجميع ان يترك الثبات لنا، نحن من نعبش في العراق ونعرف معنى الحياة فيه.
مع اعتذاري اذا تسببت كلماتي باذية او كانت قاسية، لان من ترك العراق لا يستطيع ان يعطينا محاظرة عن الوطنية ومحبة العراق، بل يجب عليه ان يرد الجميل للبلد الذي تقبله كما هو واعطاه الفرصة للحياة الثانية والامل للمستقبل.
مع تحياتي

كل الاعزاء من ابناء قريتنا العزيزة سناط المشاركين في هذا الموقع العزيز
انا لم اكن اريد ولم اتعمد يوما (والله شاهد على كلامي) ان اجرح احدا بكلامي او ان اكون قاسي
لكن المصيبة اننا في بعض الاحيان نسمع كلام لا يطاق، وساعطيكم مثالين بسيطين على ذلك:
الاول
بعد ان سقط حكم صدام بفترة قصيرة، سمعنا بعض الناس في احد المقاهي يتباهون بانهم لم يخدمو في جيش صدام ولم يعملو من اجل صدام اي شي بل انهم هربوا وتركوا العراق الى الخارج وعملوا وعاشوا لذلك فهم يعتبرون ناس وطنيين مخلصين وغير خونة للشعب، وعندما قام احد الموجودين بالاعتراض على كلامهم وبان الذين بقوا في العراق لم يكونوا عملاء او جواسيس لصدام او من خدمه قاموا بتوجيه كلام قاسي غير لائق الامر الذي ادى الى تطور الموضوع ووصل الى التشابك بالايدي بسبب ان من كان خارج العراق يعتبر نفسه من المناضلين ويعتبر من بقي في العراق من عملاء صدام.
المثال الثاني
في يوم قبل فترة سنة تقريبا، التقيت بحكم عملي باحد الكتاب من ابناء شعبنا المسيحي في الغربة، وكان يزايد على حالنا ووطنيتنا وكيف اننا هربنا من الموصل وبغداد ولم نثبت فيهم ولم نحارب من اجل قضيتنا ومن هذا الكلام المنمق المسموم، فلم يكن مني الا ان وقفت بوجهه بشدة ووجهت له كلام اقل مايقال عنه انه قاسي جدا، ووصفته بالخائن الهارب والجبان، لانه كان من سكنة فنادق هولندا من الدرجة الاولى على حساب ابناء شعبنا ويتاجر بقضيتهم وياتي ليتهمهم بانهم جبناء هربوا.

اخوتي الاعزاء
هذا مثال بسيط لما يحدث، انا قصدي بكلامي ان كل من ترك العراق عليه ان ينساه، لا يجب عليه ان يربي ابناءه على حب العراق والولاء له، بل يجب عليه ان ينظر للمستقبل ولا يلتفت للوراء، وكما قالت الاخت دونا، حيث اني لو تمكنت من الخروج من العراق فاني اتمنى ان اتمكن من ان اعمل فورمات لدماغي كي امسح اي معلومة عن العراق، ولا يجب علينا ان نبقى دائما متعلقين به، بل يجب ان نربي ابناءنا على حب البلد الذي فتح ذراعيه لنا ونعطيه كل طاقتنا وحبنا كي يفتح لنا قلبه وليس ذراعيه فقط.

ومرة اخرى ارجو ان لا يزعل احد من صراحتي ومن كلامي

مع محبتي

الاخوة الاعزاء....في البداية اقول شكرا على المرور واليوم قرات التعليقات على الموضوع وبصراحة كانت بعضها مثيرة للتعجب....
على العموم كل شخص لديه رايه الخاص وهو حر فيه وكل شخص لديه مشاعره الخاصة وهو حر في التعبير عنها ولكن الغير مقبول ان يقوم الشخص باجبار الاخرين على تنفيذ رايه؟؟ والشعور بمشاعره؟؟
لقد جاء الموضوع نتيجة شعور شخصي تجاه بلدي الذي عشت فيه عمرا اكلت منه وشربت وتخرجت مهندسة دون ان اعطيه اي شئ بالمقابل...لدي ذكريات طيبة فيه وايام حلوة وناس اعزاء.
لايمكن ان انساه او انكره لاخر لحظة من حياتي والا اكون ناكرة للجميل..وهنا ياتي السؤال الطبيعي اذا احببتيه لماذا تركتيه؟؟ تركته بسبب الظروف منها خاصة بعد الزواج واتباع الزوج ومنها عامة وهي ظروف الحروب التي تجبر الانسان ان يختار له ولعائلته حياة اكثر امانا واستقرارا...هل هذا يعني ان اقلع جذوري وانساها وانزع قلبي والغي مشاعري؟؟؟؟؟ الجواب لكم لان الموضوع لايحتاج الى تعليق

نادين - السويد

الاخت العزيزة نادين
لم اكن اقصد ان اجرح مشاعر احد عند كتابتي للتعليقات السابقة، وليس لي الحق بفرض راي شخصي على احد وانا على علم بهذا وانا اعرفه حق المعرفة، ولكن ليس من حق احد ان يجبرني على ان اعاني وان يطلب مني ان اعاني وهو يعيش في رخاء، انا لا احسد احدا على شي ولا اقلل من قيمة اي شخص لا سامح الله، ولكننا سمعنا الكثير في المواقع الالكترونية عن الوطنية وحب الوطن من ناس تركو الوطن لا بل ان بعضهم باعه، ولم يكتف فقط بقلع جذوره منه، نحن نعيش في هذا الوطن ونعرف كيفية العيش فيه الان، ونطلب من الجميع ان يدعمونا وان يساعدونا، على الاقل بايصال صوتنا والمطالبة بالحماية والضغط على الحكومات الاجنبية من اجل مساعدتنا على ان نعيش في بلدنا بامان، نحن لا نريد ان نترك بلدنا، ولكن اذا كان اخر حل امامنا وليس هنالك حل اخر فانا ساترك هذا البلد، لا بل ساقلع كل جذوري منه وسانساها وساعمل على تربية ابنائي على انهم من ابناء الوطن الثاني الذي قبلني واحتضنني، وساعمل على ان يكونون من المخلصين له، ولن اربيهم على محبة العراق، لانها ،في مفهومي الشخصي على الاقل، تعتبر خيانة للبلد الذي استقبلني ووفر لي مالم يوفره لي بلدي الاصلي.
ارجو ان لايزعل احد مني لهذا الكلام ولست اجرح احدا او اجبره على شي لا يريده، لاني ليس لي الحق بهذا وانا اعرف حدودي. ولكن الكلام جاء في سياقه.
تحياتي

يا عراق ما بقى عراق احكيلكم شغلة هسة حسيتوا بيها لان ابني وصل عمر المدرسة احنا عايشين بكردستان طبعا لان مستحيل بعد نقدر نصل للموصل فاقرب مكان امينة هيا عنكاوة وعايشين بيها ابني اريد ادخلوا مدرسة لان هسة هوا عمر المدرسة كلها طبعا مدارس كردية بس اكو كم مدرسة عربية محاربة بشدة من قبل الاكراد وماكو واحد منها يصير براسوا خير والتعليم بيها زبل واللي يتخرجون منها يتحاربون فانا فضلتوا اودي ابني على مدرسة خاصة اللي هيا ميديا اللي بيها اللغة انكليزية واللي ابني راح يدرس بالانكليزي ويجي للبيت نحكي معانوا عربي وسورث وطبعا بالشارع والتعامل مع الناس راح يكون بالكردي وطبعا لان هوا راح يدرس بالانكليزي ما اضن راح يصل فد مرحلة من الكليات اللي احنا نريدها طبعا انا مهندسة وابونوا مهندس واتمنى يطلع دكتور بس اذا حصل اكثر من اداب تعالوا قابلوني لان الكليات هوني مخصصة بس للاكراد والمقاعد محجوزي مقدما طبعا ابني بعد عمروا اربع سنين وانا كدفكر هكذ هاي اول عقبة بقى الى ان يكبر الله يعلم بعد اشكو منتظرنا والله يستر


الله يستر على كل المسيحيين الموجودين بالعراق كلتنا محتاجين دعواتكم ابقوا ادعولنا نخلص من هاي المعيشة ما شرط نطلع للخارج بس يتكون حالتنا احسن ولا نكون غربة بوطنا يا ربي اسمع دعوانا وارحمنا احنا العراقيين

سلام للجميع.....
اكو فد مقولة كن قريتوا بالانترنيت كثير تعجبني راح اهديا لكلنا اللي بالوطن ويعاني واللي بالغربة وعلى اساس مرتاح بس هو هم يعاني بطريقة اخرى.....
لاتقل يارب عندي هم كبير بل قل ياهم عندي رب كبير....
الله كريم وعظيم دائما
وانا شخصيا احس به وهو يمسك يدي
تحياتي
نادين

عزيزتي نادين
هاي الجملة وصلتني اول مرة من صديق في يوم كنتو اشعر بينو بضيق غير قليل واصل الى حد كبير عندي (اول ايام نزول الموبايل الى الموصل بعد السقوط) ، وكانت اول مرة تمر علي بيها، فعلا ارتحتو كثير من قريتوها اول مرة، واعتبرها اجمل رسالة موبايل وصلتني في يوم من الايام.
عزيزتي نادين
كل انسان في كل مكان بالعالم عندو مشاكل وما اعتقد اكو انسان بهاي الدنيا مرتاح، لان الانسان بطبعوا يدور على الافضل بالحياة ولهذا يشعر دائما بالحاجة للتطور الي يخلينو يشعر بالتعب.
كلنا نتشارك بالتعب من مشاغل الحياة، لان الانسان الي يتزوج (حسب راي الشخصي) ينتهي بشخصو ويتحول الى عائلة، يعني ماتبقى كلمة (انا) بل تصير (نحن) لانو راح يعكس اي قرار وتصرف على العائلة.
لهذاالكل يبحث عن الافضل للعائلة، ولهذا انا ادور على الافضل لحبيب ومريم واحاول ان اخليهم يحصلون على افضل من الي والدي الله يرحمو عملو (مع العلم انو والدي ماقصر معانا، وعمل اكثر من الكثير، لكن المرض وظروف البلد تعبتو اكثر من اللازم وتمرض ومالقينا ادوية نعالجو بيها، واصلا ماكنا نقدر نشتري الادوية لانها كانت اغلى من كل مانمتلك).
لهذا، اختي العزيزة، تشوفيني احاول ان اصل لمكان احسن من هذا الي نحنا بينو، على الاقل يكون بينو امان ونقدر ان نحصل ادوية من نحتاجها. او على الاقل ان يكون مستقبل عائلتي احسن من الحياة الي اعيشها الان (مع العلم اني اعيش حياة جدا جيدة وكثير ناس تحلم بيها).
وشكرا لكي واتمنى ان مايكون اكو بينا اي زعل وان نبقى اولاد عم واخوة احباب.

تحياتي