القرى الكلدانية في تركيا

نعلم كما يعلم الجميع الحضارات التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين وامبراطوريات وشعوب كثيرة وأعظمها الامبراطورية (البابلية-الكلدانية) هذه الحضارة التي علمت البشرية القراءة و الكتابة ولا يخفى علينا كم من العلوم و المعارف الكلدانية و من ابرز تلك العلوم الطبية والصيدلانية او ما يسمى بطب الاعشاب و ما زالت هذه العلوم تستعمل الى يومنا هذا و التي انتقلت الى شعوب اخرى كما يقول الكاتب و الروائي السوري محمد عدنان سالم في كتابه (تنمية الاستيعاب) ان ابرز علماء العرب هو أبو علي حسين بن عبد الله، والذي أشتهر بلقب (ابن سينا) كان فضلاء الأطباء يقرؤون عليه علم الطب وهو في السادسة عشر من عمره ، وكان يعالج المرضى في هذا السن وكان يعتمد على (طب الكلدان القديم) كما اكتشف الكلدان الكثير من العلوم والنظريات في الرياضيات وأهمها النظرية التي تسمى بنظرية فيثاغورس، وقد اشتهرو أيضاً بعلم الفلك و النجوم علم القياسات الفلكية و تقسيمهم للوقت و الكثير من المعارف الاخرة. كانت الامبراطورية الكلدانية تمتد حدودها مساحات شاسعة من وسط جنوب بلاد ما بين النهرين بالاضافة ألى جنوب غربي ايران وكافة سواحل الخليج الكلدي والذي يسمى اليوم الخليج العربي صعوداً الى تركيا و سورية ففي ظل حكم الامبراطورية الكلدانية تعرضت الامبراطورية الى الكثير من الغزوات و التي أدت الى سقوط الامبراطورية في عام (539 ق.م) فقد عانى الشعب الكلداني الكثير من ألاضطهاد و المأسي حتى فقدوا ديارهم فأنتشر هذا الشعب ولجأ البعض الى الدول المجاورة مثل تركيا و سورية و حتى الى لبنان فأستوطنو في هذه الدول فشيدو لهم قرى و اندمجو في مجتمعات هذه الدول رغم ذلك فقد طالهم الاضطهاد ايضاً ففي تركيا و التي احاول التركيز عليها بأختصار فقد عانى الكلدان في تركيا مثله مثل الشعب السرياني و الارمني فكان للكلدان الكثير من القرى و منها قرية (هربول- بزنة – كزنخ – حسن – اقول – هوز- مير-أمرى – و قرية بلن الذي ينتمي اليها البطريرك الكلداني المرحوم (روفائيل بيداويد) عذراً إن كنت قد نسيت احدى تلك القرى او إن كنت لا أتقن أسماء هذه القرى بالشكل الصحيح تعرض أهالي هذه القرى الى معاناة و تهميش و حتى الى حملات الابادة التي مارسها العثمانيون ابان الفتوحات الاسلامية فهجر بعضهم الى دول المجاورة و بقي البعض في تركيا حتى يومنا هذا فأندمجو في المجتمع التركي بل فقد البعض لغته الام و أصبح يتكلم اللغة التركية فقط و لا يعرف شيء سوى ان اصله كلداني. في اعتقادي لو سألنا اي كلداني عراقي عن كلدان تركيا او العكس قد لا يمتلكون أي معلومات عن بعضهم البعض بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة من حروب و صراعات من أثار و دمار في كل شيء. و الى يومنا هذا ترى الكلداني يهجر او يخرج من داره كما خرج أبيه إبراهيم من اور الكلدانيين ( أرض شنعار) الى حاران.


بسام السناطي تورونتو كندا