محافظ نينوى المقبل يريد تنشيط السياحة قبل إيصال الكهرباء

First Published 2009-03-29, Last Updated 2009-03-29 20:11:34

النجيفي يسعى لانتشال مدينة من وسط الانقاض

محافظ نينوى المقبل يريد تنشيط السياحة قبل إيصال الكهرباء

أثيل النجيفي يسعى الى اقناع رجال الاعمال الموصليين بالعودة الى مدينتهم وتبديد مخاوفهم حول الوضع الأمني.

ميدل ايست اونلاين

عمان – من كمال طه

يأمل المحافظ المقبل لنينوى التي عانت عقودا من الحروب والاهمال في احياء الموصل، كبرى مدن المحافظة، عبر اقناع ابنائها من كبار رجال الاعمال والمستثمرين بالعودة اليها وتوظيف اموالهم للمساهمة في اعادة اعمارها.

ويريد أثيل النجيفي (51 عاما) الذي حققت قائمته "الحدباء" فوزا كبيرا في انتخابات مجالس المحافظات العراقية الاخيرة، انشاء فنادق فخمة ومنتجعات سياحية وابنية بمواصفات حديثة وشبكة طرق متطورة وسوق للاوراق المالية ومصارف جديدة في المدينة.

ولهذا الهدف يزور عمان لحث ابناء مدينته من كبار التجار ورجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال المقيمين في الاردن على المشاركة في اعادة اعمار مدينتهم الواقعة على بعد 370 كلم شمال بغداد وتعد سلة الغذاء في العراق لما تنتجه من حبوب.

والنجيفي هو المرشح القوي ان لم يكن الوحيد لتولي منصب محافظ نينوى منذ فوز لائحته التي تضم 15 حزبا على الاقل وتتمتع بدعم كبرى عشائر العرب السنة في المحافظة، في الاقتراع.

وقال في لقاء السبت مع عشرات من رجال الاعمال والوزراء السابقين في احد فنادق عمان "في سنوات الاحتلال الست كانت هناك مجرد مشاريع مبعثرة هنا وهناك اما اليوم فاننا نريد خطة واضحة المعالم من اجل اعادة بناء مدينتنا".

واضاف الرجل الذي يملك اكبر اسطبلات العراق بـ400 رأس خيل عربي اصيل "نريد منكم مساعدتنا في تحريك عجلة اقتصاد المحافظة ونحن بدورنا نعدكم بمنح كل التسهيلات اللازمة وتقديم الارضية المناسبة لعملكم".

ومع انه اقر بأن الوضع الامني في المحافظة لم يشهد تحسنا كليا، دعا النجيفي محاوريه الى "عدم تضخيم مثل هذه الامور"، مشيرا الى ان "العراق بدأ يضع خطواته الاولى نحو الاستقرار الدائم".

وتعاني محافظة نينوى التي تسمى ايضا أم الربيعين لجمال طبيعتها، من اهمال كبير واضح وتقادم في البنى التحتية ونقص في الخدمات ونقص حاد في التيار الكهربائي.

وواجه النجيفي صعوبة في اقناع محاوريه بالمجيء والاستثمار في الموصل ثاني مدن العراق بسكانها البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة ويشكل عدم الاستقرار فيها تحديا للقوات الاميركية والعراقية مع مواصلة تنظيم القاعدة نشاطاته بعد ستة اعوام على غزو العراق.

وقال طارق التكمجي مستشار بنك الشرق الاوسط العراقي للاستثمار "هناك اموال كثيرة لدى المصارف لكن الخشية والخوف من ان الامان غير متوفر بالدرجة الكافية هو الذي يمنع رأس المال من التقدم للاستثمار".

واضاف "صحيح ان هناك نسبة امان قد تحققت خلال السنة الماضية لكن يجب ان تكون هذه النسبة اعلى بكثير".

وانتقد التكمجي قانون الاستثمار العراقي الذي وجد فيه "الكثير من الثغرات والتناقضات".

من جهته، يؤكد اسامة الجلبي نائب محافظ البنك المركزي العراقي السابق الذي يعمل مستشارا لعدد من المصارف العراقية في عمان ان "الموصل مدينة متعبة كرجل مريض في غرفة الانعاش كل مايتلقاه هو المغذيات التي تبقيه على قيد الحياة".

ونصح الجلبي المحافظ الجديد "بوضع خطة مستعجلة من اجل انعاش المواطنين واعطائهم بصيص أمل من خلال اعطاء الاولوية للمشاريع التي تعود بالنفع المباشر على الناس كإعادة التيار الكهربائي وتعبيد الطرق ورفع الحواجز الاسمنتية ونقاط التفتيش التي تملأ المدينة ثم التفكير في الاستثمارات".

من جهته،اكد المهندس العراقي حسون حديد الاستاذ في الجامعة الهاشمية الاردنية ان "الاستثمار لا يمكن ان يأتي للمحافظة ما لم تتوفر شبكة طرق خارجية حديثة آمنة تربط المحافظة بسوريا غربا وتركيا شمالا".

ودعا حديد الى "التركيز على البنى التحتية الاساسية كالطرق لافساح المجال ام الاستثمارات الخارجية".

من جهته، دعا عصام الجلبي وزير النفط العراقي الاسبق الى ان "يولي المحافظ الجديد المئة يوم الاولى من توليه منصبه اهمية قصوى"، مشيرا الى ان "الايام المئة الاولى هي دائما محل اختبار".

واضاف انه ينوي "التركيز في المرحلة الاولى على الخدمات والمشاريع قصيرة الامد التي يمكن ان تعطي المواطنين انطباعا اوليا عاما عن الادارة الجديدة".

واوضح الجلبي ان "محافظة نينوى غنية بثرواتها ومواردها والتخطيط الامثل يمكن ان يحل الكثير من المشاكل والمعضلات"، داعيا الى "استغلال الحقول النفطية الثلاث التي تملكها المحافظة من اجل حل مشكلة المشتقات النفطية والمساهمة في اعادة اعمار المدينة".

ويقول محمد الجبوري وزير التجارة العراقي الاسبق ان "تطوير الحقول النفطية الثلاثة في المحافظة نجمة وكصب والقيارة تحتاج الى استثمارات كبيرة".

ودعا الجبوري المحافظ الجديد الى "البدء من الاسهل صعودا الى الاصعب". وقال "ينتظرك عمل شاق لكننا كلنا على استعداد بأن نساعدك قدر المستطاع كي تنجح في مهمتك الشاقة من اجل اعادة بناء محافظتنا العزيزة".

ولم يعط النجيفي ارقاما عن الميزانية المخصصة لاعادة اعمار محافظة نينوى الا انه اكد ان ميزانية العام الماضي لم يصرف منها الكثير والتي اعيدت الى الحكومة العراقية في بغداد.

وقال ان "فرص العمل موجودة في المحافظة لكن يجب ان نعرف كيف ننتهزها، يجب ان نعرف الى اين نتجه لذلك انا هنا كي اعرف منهم ماهي متطلباتهم كي نطمئن رؤوس الاموال بالعودة الى العراق".

وتضم محافظة نينوى تركيبة سكانية معقدة من اكراد وعرب ومسيحيين، فضلا عن الولاء العشائري.

وشهدت كبرى مدنها الموصل موجة من اعمال العنف عندما لجأ اليها عناصر تنظيم القاعدة بعد طردهم من بغداد والمناطق المحيطة بها ومن محافظة الانبار.

وافادت وزارة الاسكان العراقية في دراسة العام الماضي ان العراق يحتاج الى 400 مليار دولار على الاقل لاصلاح البنى التحتية او اعادة الاعمار.
--------------------------------------------------------------------------------